الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

القاضي الشريف وليد الشافعي يحكي التزوير في البدرشين

كتب- حسن محمود:

شدَّد نادي قضاة مصر على أن الاعتداء على المستشار وليد الشافعي، رئيس محكمة الجيزة الابتدائية وعضو اللجنة العامة للانتخابات في دائرة (البدرشين) بمحافظة 6 أكتوبر، لن يمرَّ مرور الكرام، مؤكدًا أن ما حدث يمثل تجاوزًا سيتصدَّى له النادي بكل قوة.

وكانت جريدة (الشروق) نشرت حوارًا اليوم مع الشافعي؛ أكد فيه أن اللجنة العليا للانتخابات ليس لها صلة بالانتخابات، ونها غير مختصَّة بما تعرَّض له من اعتداء أو احتجاز، مبديًا تعاطفه مع رئيس مباحث البدرشين أحمد مبروك، برغم احتجازه إياه، حين قال: "أجبروه على التزوير، وكان في حيرة من أمره؛ إما أن يرفض التزوير، وساعتها سيعاقَب بشدَّة أو يحتجزني، وساعتها أيضًا سيعاقب؛ لعدم حسن تعامله مع الموقف، وفي النهاية وجدني الطرف الأضعف فقرَّر احتجازي باعتباري أخف الضررين!".

وروى القاضي ما حدث معه قائلاً: "استأذنت من رئيس اللجنة العامة كي أقوم بالتجوُّل بين اللجان لأرى كيف تسير الأمور، ووافق، وبالفعل انطلقت بالسيارة للتجول بين اللجان الانتخابية داخل مدينة البدرشين، إلا أنني وجدت أغلب اللجان مغلقةً، وقلت لنفسي ما دامت الانتخابات مجرد مسرحية ولا توجد انتخابات أصلاً؟! لماذا انتدبونا نحن القضاة كي نشارك في هذه المهزلة؟!

خلال توقفي بالسيارة أمام إحدى اللجان عرف مندوب أحد المرشحين أنني قاضٍ أشرف على الانتخابات، فأبلغني بأن لجنة مدرسة البدرشين الإعدادية "بنين" تشهد عمليات تزوير واسعةً، وطلب مني القيام بواجبي نحو منع التزوير، فاتصلت برئيس اللجنة العامة على هاتفه المحمول، وأبلغته بمضمون الشكوى، فأبدى موافقته على فحص موضوع الشكوى؛ فتوجهت إليها فعلاً لاتخاذ اللازم قانونًا".

وأضاف: "كانت اللجنة مخصصةً لتصويت السيدات، وعند وصولي، وجدت باب المدرسة مغلقًا وأمامه سياج من الحديد طوله نحو ثلاثة أمتار ويوجد ممر ضيِّق يسدُّه شخص مفتول العضلات، يرجَّح أن يكون أحد الـ"مسجلين خطر"، وفهمت أن سبب وجوده هو منع الناخبات من الدخول، وأية فتاة أو سيدة تحاول الدخول ستدرك على الفور أنه سيتم منعها أول على الأقل التحرش بها، ودخلت من باب المدرسة بعد أن أبلغته بأنني قاضٍ مسئول عن الإشراف على الانتخابات، وبمجرد دخولي فوجئت بشخص يقول لي بلهجة آمرة: "أيوه يا بيه.. أنت مين بقى"، فأخبرته بأنني القاضي وليد الشافعي باللجنة العامة المشرفة على الانتخابات بالبدرشين، فأمرني بإخراج تحقيق الشخصية، قائلاً: "طلَّع تحقيق الشخصية يعني تطلعه"، فقمت بإخراج تحقيق الشخصية "بطاقة نادي القضاة" فطلب أن أرفع أصبعي عن الصورة حتى يراها، وما إن فعلت حتى خطف البطاقة من يدي، قال لي: "اركن على جنب انت مش طالع من المدرسة تاني"، ثم أعطاني ظهره، ووقف أمامي 3 من رجال المباحث، قائلين: "انت مش خارج من هنا النهاردة"، فسألت الضابط الذى احتجزني عن اسمه، فأخبرني أنه يُدعى أحمد مبروك، رئيس مباحث البدرشين.

واستطرد: "اتصلت هاتفيًّا بالقاضي رئيس اللجنة العامة، وأخطرته باحتجازي، وأخْذ بطاقتي الخاصة بنادي القضاة ومنع الناخبين من دخول اللجان، فأكد أنه سيحضر فورًا، وخلال ذلك تحركت من مكاني، وذهبت إلى لجان الاقتراع فوجدتها موصدةً بوضع أدراج المدرسة أمام باب الدخول إلى اللجنة، ووجدت الصناديق فارغةً والسيدات الموجودات أمام اللجنة ممنوعات من التصويت، وسألت أمين اللجنة رقم 41 عن سبب ذلك فلم يجب عن عدم قيامه بالسماح لهنَّ بالانتخاب، برغم تجاوز الساعة التاسعة والربع صباحًا، وطلبت منه فتح اللجنة أمام السيدات، فرفض"!!.

وتابع: "ثم توجهت إلى أحد الفصول فشاهدت من الخارج فتاةً في مقتبل العمر وأمامها عدد كبير من بطاقات التصويت مذيَّلة بخاتم اللجنة رقم 30، وبسؤالها عما تفعل بعد أن تراءى لي قيامها بوضع علامة (صح) أمام الخانتين الأولى والثانية في بطاقات التصويت، سألتها: من طلب منك ذلك؟ قالت: "أنا محدش طلب مني وأنا باعمل كده من نفسي، وعايز تقول بزوَّر أيوه بزوَّر"!! فقمت بأخذ البطاقات منها، وقمت بعدِّها فوجدت أنها 66 بطاقة مستعملة بمعرفة هذه الفتاة، و50 بطاقة لم تُستعمل بعد، وسألتها عن اسمها فقرَّر شقيقها أنها تُدعى داليا مخلص الدالي.

ليست هناك تعليقات: